3)، (4)، (5) نطق وشاح الأرض
يحيط وشاح الأرض بلبها السائل، ويبلغ سمكه حوالي 2765 كيلو مترا (من عمق 2885 كيلو مترا إلي عمق 120 كيلو مترا تحت سطح الأرض).
ويفصله إلي ثلاثة نطق مميزة مستويان من مستويات انقطاع الموجات الاهتزازية الناتجة عن الزلازل، يقع أحدهما علي عمق 670 كيلو مترا، ويقع الآخر علي عمق 400 كيلو متر من سطح الأرض، وبذلك ينقسم وشاح الأرض إلي وشاح سفلي (يمتد من عمق 2885 كيلو متر إلي عمق 670 كيلو متر تحت سطح الأرض). و
وشاح متوسط (يمتد من عمق 670 كيلو مترا إلي عمق 400 كيلو مترا تحت سطح الأرض)، ووشاح علوي (يمتد من عمق 400 كيلو مترا إلي عمق يتراوح بين 65 كيلو مترا تحت المحيطات، وعمق 120 كيلو مترا تحت سطح القارات).
وقمة الوشاح العلوي (من عمق 65 ـ120 كيلو مترا إلي عمق 200 كيلو متر تحت سطح الأرض) يعرف باسم نطاق الضعف الأرضي لوجوده في حالة لزجة، شبه منصهرة (أي منصهرة انصهارا جزئيا في حدود نسبة 1%).
(6)، (7) الغلاف الصخري للأرض
ويتراوح سمكه بين 65 كيلو مترا تحت قيعان البحار والمحيطات، 120 كيلو مترا تحت القارات، ويقسمه خط انقطاع الموجات الاهتزازية المسمي باسم الموهو إلي قشرة الأرض وإلي ما تحت قشرة الأرض وتمتد قشرة الأرض إلي عمق يتراوح بين5 و8 كيلو مترات تحت قيعان البحار والمحيطات، وبين 60 و80 كيلو مترا تحت القارات، ويمتد ما تحت القشرة الي عمق 120 كيلو مترا تحت سطح الأرض.
وللأرض مجال جاذبية يزداد مع العمق حتى يصل إلي قمته عند الحد الفاصل بين وشاح الأرض ولبها (علي عمق 2885 كيلو مترا تحت سطح الأرض) ثم يبدأ في التناقص (بسبب الجذب الذي يحدثه عمود الصخور فوق هذا العمق) حتى يصل إلي الصفر في مركز الأرض.
ولولا جاذبية الأرض لهرب منها غلافها الغازي، ولو حدث ذلك ما أمكنها أن تكون صالحة لاستقبال الحياة، وذلك لأن هناك حدا أدني لسرعة الهروب من جاذبية الأرض يقدر بحوالي 11.2 كيلو متر في الثانية، بمعني أن الجسم لكي يستطيع الإفلات من جاذبية الأرض فعليه أن يتحرك في عكس اتجاه الجاذبية بسرعة لا تقل عن هذه السرعة.
ولما كانت حركة جسيمات المادة في الغلاف الغازي للأرض أقل من تلك السرعة بكثير فقد أمكن للأرض (بتدبير من الله تعالى) أن تحتفظ بغلافها الغازي، ولو فقدته ولو جزئيا لاستحالت الحياة علي الأرض، ولأمطرت بوابل من الأشعات الكونية والشمسية، ولرجمت بملايين من النيازك التي كانت كفيلة بتدميرها...!!!
كذلك فإن للأرض مجالا مغناطيسيا ثنائي القطبية، يعتقد أن له صلة وثيقة بلب الأرض الصلب وحركة إطاره السائل من حوله، ويتولد المجال المغناطيسي للأرض كما يتولد لأي جسم آخر من حركة المكونات فيها وفيه، وذلك لأن الجسيمات الأولية للمادة (وهي في غالبيتها مشحونة بالكهرباء) تتحرك سواء كانت طليقة أو مرتبطة في داخل ذرات المادة.
وهي حينما تتحرك تولد مجالا مغناطيسيا، والمجال المغناطيسي لأية نقطة في فسحة الكون يمثل بمحصلة اتجاه تمتد من القطب المغناطيسي الجنوبي للمادة إلي قطبها الشمالي في حركة معاكسة لاتجاه عقرب الساعة ومماثلة لحركة الطواف حول الكعبة المشرفة.
والمجال المغناطيسي للأرض كون لها (بإرادة الله تعالى) غلافا مغناطيسيا يعرف باسم النطاق المغناطيسي للأرض وهو يلعب دورا مهما في حماية الأرض من الأشعة الكونية بتحكمه في حركة الجسيمات المشحونة القادمة إلينا من فسحة الكون فيجعلها تدور من أحد قطبي الأرض المغناطيسيين إلي الآخر دون الدخول إلي المستويات المنخفضة من غلافها الغازي.