وحزمة الضوء الأبيض تتكون من الأطياف السبعة (الأحمر، والبرتقالي، والأصفر، والأخضر، والأزرق، والنيلي، والبنفسجي) وتقدر نسبتها في الأشعة الشمسية التي تصل إلي الأرض بحوالي 38%.
ولها أهمية بالغة في حياة كل من النبات والحيوان والإنسان، وتبلغ أقصي مدي عند منتصف النهار عموما، وعند منتصف نهار الصيف خصوصا، لأن قوة إنارة أشعة الشمس لسطح الأرض تبلغ في الصيف ضعفي ما تبلغه في الشتاء.
أما الأشعة تحت الحمراء فتقدر نسبتها في أشعة الشمس التي تصل إلي الأرض بحوالي 53%، ولها دورها المهم في تدفئة الأرض وما عليها من صور الحياة، وفي كافة العمليات الكيميائية التي تتم علي سطح الأرض وفي غلافها الجوي، الذي يرد عنا قدرا هائلا من حرارة الشمس.
فكثافة الإشعاع الشمسي والتي تقدر بحوالي 2 سعر حراري علي كل سنتيمتر مربع من جو الأرض في المتوسط يتشتت جزء منها بواسطة جزيئات الهواء، وقطرات الماء، وهباءات الغبار السابحة في جو الأرض، ويمتص جزء آخر بواسطة كل من غاز الأوزون وبخار الماء، ومتوسط درجة الحرارة علي سطح الأرض يقدر بحوالي عشرين درجة مئوية وإن تراوحت بين حوالي 74 درجة مئوية تحت الصفر في المناطق القطبية المتجمدة و55 درجة مئوية في الظل في أشد المناطق والأيام قيظا.
أما الأشعة فوق البنفسجية فتقدر نسبتها بحوالي %9 من مجموع أشعة الشمس التي تصل إلي الأرض وذلك لأن غالبيتها تمتص أو ترد بفعل كل من النطاق المتأين ونطاق الأوزون الذي جعلهما ربنا (تبارك وتعالى) من نطق الحماية للحياة علي الأرض.
ويقدر ما يصل إلي الأرض من طاقة الشمس بحوالي ثلاثة عشر مليون حصانا ميكانيكيا علي كل كيلو متر مربع من سطح الأرض في كل ثانية وتقدر قيمته ببلايين الدولارات مما لا قبل للبشرية كلها بتحمله أو وفاء شكر الله عليه...!!!
ولو كانت الأرض أقرب قليلا إلي الشمس لكانت كمية الطاقة التي تصلها كافية لإحراق كافة صور الحياة علي سطحها، ولتبخير مياهها، ولخلخلة غلافها الغازي.
فكوكب عطارد الذي يقع علي مسافة تقدر بحوالي 0.39 من بعد الأرض عن الشمس تتراوح درجة حرارة سطحه بين 220 درجة مئوية في وجهه المضيء و27 درجة مئوية في وجهه المظلم، وكوكب الزهرة الذي يقع علي مسافة تقدر بحوالي0.72 من بعد الأرض عن الشمس تصل درجة الحرارة علي سطحه إلي 457 درجة مئوية (730 درجة مطلقة).
وعلي النقيض من ذلك فإن الكواكب الخارجة عن الأرض (المريخ، المشتري، زحل، يورانوس، نبتيون، بلوتو) لا يصلها قدر كاف من حرارة الشمس فتعيش في برودة قاتلة لا تقوي الحياة الأرضية علي تحملها.
ولذلك فإنه من الواضح أن بعد الأرض عن الشمس قد قدره ربنا (تبارك وتعالي) بدقة بالغة تسمح للأرض بتلقي قدر من طاقة الشمس يتناسب تماما مع حاجات جميع الكائنات الحية علي سطحها، وفي كل من مياهها، وهوائها بغير زيادة أو نقصان إلا في الحدود الموائمة لطبيعة الحياة الأرضية في مختلف فصول السنة.
فلو كانت الأرض علي مسافة من الشمس تقدر بنصف بعدها الحالي لزادت كمية الطاقة التي تتلقاها أرضنا منها إلي أربعة أمثال كميتها الحالية ولأدي ذلك إلي تبخير الماء وخلخلة الهواء واحتراق جميع صور الحياة علي سطحها..!!!
ولو كانت الأرض علي ضعف بعدها الحالي من الشمس لنقصت كمية الطاقة التي تتلقاها إلي ربع كميتها الحالية، وبالتالي لتجمدت جميع صور الحياة واندثرت بالكامل.
وباختلاف بعد الأرض عن الشمس قربا أو بعدا يختلف طول السنة، وطول كل فصل من الفصول نقصا أو زيادة مما يؤدي إلي اختلال ميزان الحياة علي سطحها، فسبحان من حدد للأرض بعدها عن الشمس وحفظها في مدارها المحدد وحفظ الحياة علي سطحها من كل سوء...!!!
ثانيا: أبعاد الأرض
يقدر حجم الأرض بحوالي مليون كيلو متر مكعب، ويقدر متوسط كثافتها بحوالي 5.52 جرام للسنتيمتر المكعب، وعلي ذلك فإن كتلتها تقدر بحوالي الستة آلاف مليون مليون مليون طن، ومن الواضح أن هذه الأبعاد قد حددها ربنا (تبارك وتعالى) بدقة وحكمة بالغتين.
فلو كانت الأرض أصغر قليلا لما كان في مقدورها الاحتفاظ بأغلفتها الغازية، والمائية، وبالتالي لاستحالت الحياة الأرضية، ولبلغت درجة الحرارة علي سطحها مبلغا يحول دون وجود أي شكل من أشكال الحياة الأرضية، وذلك لأن الغلاف الغازي للأرض به من نطق الحماية ما لا يمكن للحياة أن توجد في غيبتها