والأرجل في الزواحف إما غائبة تماما أو ذات اثر ضعيف لا يكاد يدرك كما هو الحال في الثعابين بمختلف أنواعها، وفي بعض أنواع السحالي، وقد تكون الأرجل موجودة ولكنها ضعيفة لا تكاد تقوي علي حمل الجسم بعيدا عن سطح الأرض كما هو الحال في رتبتي السلاحف والتماسيح بصفة عامة، أو موجودة وقوية كما هو الحال في بعض السحالي.
وفي الزواحف عديمة الأطراف يرتكز الحيوان ببطنه علي الأرض ارتكازا كاملا، ويتحرك بالزحف علي بطنه فوق مستوي سطح الأرض مستخدما في ذلك عضلات جسمه القوية التي تدفعه إلي الأمام في حركات متعرجة.
ومن الزواحف ما تدفن جسدها في أنفاق تحفرها تحت سطح التربة، وتعرف باسم الزواحف الحفارة.
أما الزواحف ذات الأرجل الأربعة من مثل بعض السحالي (العظاءات) فإنها تستطيع أن تدب علي سطح الأرض بأقدامها الأربعة، سيرا أو عدوا، وقد تتحور هذه الأطراف إلي ما يسمي الأطراف القابضة كما هو الحال في الحرباء كي تساعدها علي تسلق الأشجار.
كما قد تتحور إلي زعانف كما هو الحال في السلاحف المائية لتساعدها علي السباحة في الماء، وقد تتحور إلي أجنحة في بعض أنواع الزواحف الطائرة، وهي قليلة في زماننا الراهن ومنها السحالي (العظاءات) المسماة باسم دراكو (Draco).
والزواحف ذات الأرجل الأربعة لها زوج عند مقدمة الجذع، وآخر عند مؤخرته، والزوج الأمامي قد يختصر كثيرا علي هيئة زوج من الأيدي القصيرة نسبيا ويبقي الزوج الخلفي قويا يحمل الزاحف مهما كان وزنه كما هو الحال في بعض الزواحف العملاقة المنقرضة من رتبة الديناصورات (Dinosauria).
والزواحف من الفقاريات التي قد يصل عدد الفقار في عمودها الفقاري إلي أربعمائة فقرة كما هو الحال في بعض الثعابين الطويلة، وتترتب تلك الفقار من خلف الرأس مباشرة إلي نهاية الذنب في تناسق عجيب باتصالات مفصلية متعددة، ودقيقة وشديدة المرونة، وعالية الإتقان تمكن الزاحف من التحرك بسرعة كبيرة وبكفاءة عالية في حركات تموجية عنيفة دون أن تنفصل تلك الفقرات عن بعضها البعض.
وحسب طريقة الحركة يمكن تصنيف الزواحف إلى المجموعات التالية:
(أ) زواحف تمشي علي بطنها:
(1) رتبة الثعابين (OrderOphidia) ويعرف منها قرابة الثلاثة آلاف نوع، تنتشر في مختلف بيئات الأرض، ولبعضها أجسام مفرطة في الطول (إلي حوالي العشرة أمتار)، وهي عديمة الأرجل، ولذلك تتلوي أجسامها في حركات تموجية متناسقة عند انتقالها ولا تعرف هذه الطريقة في الحركة عند اي حيوان آخر إلا في بعض السحالي (العظاءات) الثعبانية الشكل، وبعض الديدان.
وبالإضافة إلي هذه الحركات البطنية التي تدب بها الثعابين علي سطح الأرض فان الله (تعالى) قد أعطاها القدرة علي تسلق كل من الجدران والأشجار، وعلي القفز من فوق سطح الأرض ومن المرتفعات وعلي السباحة في الماء.
فللثعبان القدرة علي لف جسمه في لفات عديدة متقاربة بعضها فوق بعض، ثم يندفع بقوة عضلاته الجسدية في قفزة كبيرة يقطع فيها العديد من الأمتار لينقض علي فريسته، أو للهرب من خطر محدق به، وقد يكرر تلك القفزات في نفس الوقت لمرات عديدة. ولحمايته من شدة الاحتكاك بجسده مع الأرض يغطي جسم الثعبان بقشور قرنية صلبة مرتبة علي سطح الجسم بأكمله في صفوف منتظمة، ناعمة الملمس في معظم الأحوال.
(2) السحالي الثعبانية: من السحالي ما يعيش تحت الأرض بصورة مستديمة وهذه تضعف أرجلها إلي حد الاختفاء الكامل.
(ب) زواحف تمشي علي أربع أرجل:
(1) رتبة السحالي (العظاءات) (OrderLacertilia): هذه الرتبة هي أكثر الزواحف المعاصرة انتشارا، حيث يعرف منها أكثر من 2500 نوع في مختلف بيئات الأرض، وان كان أغلبها يدب علي سطح اليابسة، ولكل منها أربع أرجل قوية نسبيا، كاملة التكوين، وان كان لبعضها القدرة علي تسلق الأشجار كالحرابي (جمع حرباية) التي هيأ الله (تعالى) أرجلها بقدرات قابضة، والسحالي الطائرة من جنس دراكو (Draco) التي زودها الله (سبحانه وتعالى) بثنيتين علي جانبي الجسم تشبهان الأجنحة يعينانها علي الطيران لمسافات قصيرة. ويوجد في مصر حوالي أربعين نوعا من السحالي (Lizards) أكثرها انتشارا البرص، والضب، والحرباء.
وللحرباء زوجان من الأرجل الطويلة خماسية الأصابع في مجموعتين متقابلتين تتكون المجموعة الأولي من ثلاث أصابع يحيط بها غشاء جلدي، وتتكون المجموعة الثانية من إصبعين يحيط بهما غشاء جلدي آخر مما يجعل من الأطراف الأربعة أعضاء قابضة كالكماشة تمسك بفروع الأشجار، كما تستخدم ذنبها عضوا قابضا كذلك. وتحتوي فصيلة الحرباء علي ما يقرب من ثمانين نوعا، يوجد منهما نوعان فقط في مصر، وهي تتغذي علي الحشرات الصغيرة.
أما البرص فيوجد منه في مصر ما يقرب من ثلاثة عشر نوعا، ويحمل جسم البرص أربع أرجل، خماسية الأصابع، وينتهي كل إصبع بوسادة لاصقة تمكنه من ارتقاء الجدران بسرعة فائقة، ومن السير علي أسقف الحجرات مقلوبا دون أن يقع، ومعظم الأبراص ليلية في طبائعها الغذائية وقد وهبها الله (تعالى) القدرة علي البقاء حية دون تناول اي شيء من الطعام لفترات طويلة، ومعظم الابراص من آكلات