البلتاجى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البلتاجى

موقع النجم محمود البلتاجى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وجعلنا الليل والنهار آيتين2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اهلاوى على طول
مشرف



عدد المساهمات : 157
تاريخ التسجيل : 08/04/2009

وجعلنا الليل والنهار آيتين2 Empty
مُساهمةموضوع: وجعلنا الليل والنهار آيتين2   وجعلنا الليل والنهار آيتين2 Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 28, 2009 6:47 am

فهذا الشر ليس مقصورا علي الظلمة وما يمكن أن يتعرض فيها المرء إلي مخاطر البشر‏، بل قد يمتد إلي مخاطر الكون التي لا يعلمها إلا الله تعالى‏.‏

ثم إن هذا التبادل في اليوم الواحد بين ليل مظلم ونهار منير‏، يعين الإنسان علي إدراك حركة الزمن‏، وتأريخ الأحداث‏، وتحديد الأوقات بدقة وانضباط ضروريين للقيام بمختلف الأعمال‏، ولأداء جميع العبادات‏، وللوفاء بمختلف العهود والحقوق والمعاملات وغير ذلك من الأنشطة الإنسانية‏، فلو كان الزمن كله علي نسق واحد من ليل أو نهار ما استقامت الحياة وما استطاع الإنسان أن يميز من حياته ماضيا أو حاضرا أو مستقبلا‏، وبالتالي لتوقفت الحياة‏، ولذلك يقول ربنا تبارك وتعالى في ختام الآية‏:‏ {لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ}‏.

ولذلك أيضا يمن علينا ربنا وهو تعالى صاحب الفضل والمنة بتبادل الليل والنهار في العديد من آيات القرآن الكريم‏، ومع إيماننا بذلك‏، وتسليمنا به يبرز التساؤل في الآية الكريمة التي نحن بصددها رقم ‏12‏ من سورة الإسراء عن مدلول آيتي الليل والنهار‏، وعن كيفية محو آية الليل وإبقاء آية النهار مبصرة؟‏..‏

في شرح معني هذه الآية الكريمة ذكر نفر من المفسرين أن آيتي الليل والنهار نيراهما‏، فآية الليل هي القمر‏، وآية النهار هي الشمس‏، وإذا كان الأمر كذلك فكيف محيت آية الليل‏، والقمر لا يزال قائما بدورانه حول الأرض ينير ليلها كلما ظهر؟‏.

فقد روي عن عبدالله بن عباس رضي الله تبارك وتعالى عنهما أنه قال‏:‏ كان القمر يضئ كما تضئ الشمس‏، والقمر آية الليل‏، والشمس آية النهار‏، وعلي ذلك فمعني قول الحق تبارك وتعالى‏:‏فمحونا آية الليل هو السواد الذي في القمر أي انطفاء جذوته‏، وأضاف‏:‏ أن مدلول وجعلنا الليل والنهار آيتين أي ليلا ونهارا‏، وكذلك خلقهم الله عز وجل‏.‏

وتبع ابن عباس في ذلك قتادة‏(يرحمه الله‏)‏ الذي قال‏:‏ كنا نحدث أن محو آية الليل سواد القمر الذي فيه‏، وجعلنا آية النهار مبصرة أي منيرة‏، وخلق الشمس أنور من القمر وأعظم‏.‏
وفي الكلام إشارة دقيقة إلي الفارق الذي حدده القرآن الكريم في آيات عديدة بين ضوء الشمس ونور القمر‏، والذي لم يدركه العلماء إلا متأخرا بأن الأول ينطلق من نجم ملتهب شديد الحرارة‏، مضئ بذاته بينما الثاني ينتج عن انعكاس أشعة الشمس علي سطح القمر البارد المعتم‏.‏

وقال نفر آخر من المفسرين إن آية الليل هي ظلمته‏، كما أن آية النهار هي نوره ووضاءته‏، فالله تعالى جعل من الظلام آية لليل‏، كما جعل من النور آية للنهار‏، فيعرف كل منهما بأيته‏، أي بعلامته الدالة عليه‏، ومن هؤلاء المفسرين ابن جريج ‏(يرحمه الله‏)‏ الذي نقل عن عبدالله بن كثير ‏(رحمة الله عليه‏)‏ قوله‏:‏ آيتا الليل والنهار هما ظلمة الليل‏، وسرف النهار‏.‏

وهنا يتبادر إلي الذهن السؤال التالي‏:‏ كيف يستقيم هذا الفهم مع قول الحق ‏(تبارك وتعالى‏):‏ فمحونا آية الليل وظلمة الليل باقية مع بقاء نور النهار؟ وإذا كانت آية الليل هي ظلمته فكيف محيت تلك الظلمة وهي لا تزال باقية؟

وعلي الرغم من هذا التعارض فقد أيد عدد من المفسرين المعاصرين هذا الفهم بصورة أو أخري ومنهم صاحب الظلال ‏(يرحمه الله‏)‏ الذي كتب ما نصه‏...‏ والليل والنهار آيتان كونيتان كبيرتان تشيان بدقة الناموس الذي لا يصيبه الخلل مرة واحدة‏، ولا يدركه التعطل مرة واحدة‏، ولا يني يعمل دائبا بالليل والنهار‏، فاما المحو المقصود هنا وآية الليل باقية كآية النهار؟ يبدو ـ والله أعلم ـ أن المقصود به ـ ظلمة الليل التي تخفي فيها الأشياء‏، وتسكن فيها الحركات والأشباح‏..، فكأن الليل محو إذا قيس إلي ضوء النهار‏، وحركة الأحياء فيه والأشياء‏، وكأنما النهار ذاته مبصر بالضوء ‏(بالنور‏)‏ الذي يكشف كل شئ فيه للأبصار‏.‏

من هذا الاستعراض يتضح اختلاف آراء المفسرين ـ قدامي ومعاصرين ـ في اجتهادهم لفهم دلالة الآية القرآنية الكريمة التي نحن بصددها ‏(الآية الثانية عشرة من سورة الإسراء‏)‏ فمنهم من قال بأن آية النهار هي نوره الوضاء‏، أو هي الشمس مصدر ذلك الضياء‏، بينما آية الليل هي ظلمته‏، أو هي القمر المتميز بظلمة سطحه الذي لا ينير إلا بسقوط أشعة الشمس عليه‏، وانعكاسها من ذلك السطح المعتم المظلم‏.

وقد دفع ذلك ببعض المفسرين إلي القول باحتمال كون القمر في بدء خلقه ملتهبا‏، شديد الحرارة‏، مشتعلا‏، مضيئا بذاته تماما كالشمس‏، ثم انطفأت جذوته وخبت‏، فمحي ضوءه الأصلي‏، ولم يعد له نور إلا ما يسقط علي سطحه من أشعة الشمس‏، وهذا الاحتمال لا تدعمه الملاحظات العلمية الدقيقة في صفحه الكون‏، وفي تاريخ الأرض القديم‏، فكتلة القمر المقدرة بحوالي ‏735‏ مليون مليون مليون طن البالغة حوالي ‏80/1‏ من كتلة الأرض لا تمكنه من أن يكون نجما ملتهبا بذاته فالحد الأدني لكتلة الجرم السماوي كي يكون نجما لا تقل عن ‏8%‏ من كتلة الشمس المقدرة بألفي مليون مليون مليون مليون طن‏، أي لا يجوز للنجم أن تقل كتلته عن‏160‏ مليون مليون مليون مليون طن وهو أكثر من مائتي ضعف كتلة القمر.

ولو افترضنا جدلا إمكانية أن يكون القمر نجما لأحرق لهيبه الأرض لقربه منها ـ‏ (380000‏ كيلومتر في المتوسط‏)، ولأدي إلي خلخلة غلافها الغازي‏، وإلي تبخير مياهها‏، وإلي تركها جرداء قاحلة لا أثر للحياة فيها علي الإطلاق‏...!!!‏

إضاءة السماء في ظلمة الليل كانت آية الليل‏، ومحوها هو حجبها عنا‏.‏

علي الرغم من الظلام الشامل للكون‏، والذي لم يدركه الإنسان إلا بعد ريادة الفضاء منذ مطلع الستينات من القرن العشرين‏، وعلي الرغم من محدودية الحزام الرقيق الذي يري فيه نور النهار بسمك‏، لا يتعدي المائتي كيلو متر فوق مستوي سطح البحر في نصف الكرة الأرضية المواجهة للشمس حتي أن الإنسان في انطلاقه من الأرض إلي فسحة الكون في أثناء النهار فإنه يفاجأ بتلك الظلمة الكونية الشاملة التي يري فيها الشمس قرصا أزرق في صفحة حالكة السواد‏، لا يقطع من شدة سوادها إلا أعداد من النقاط المتناثرة‏، الباهته الضوء التي تحدد مواقع النجوم‏.‏

علي الرغم من كل ذلك فإن العلماء قد لاحظوا في سماء الأرض عددا من الظواهر المنيرة في ظلمة الليل الحالك نعرف منها‏:‏
‏(1)‏ ظاهرة توهج الهواء في طبقات الجو العليا Airglowin the upperatmosphere وهي عبارة عن نور باهت متغير ينتج عن عدد من التفاعلات الكيميائية في نطاق التأين Ionosphere المحيط بالأرض من ارتفاع ‏90‏ إلي‏1000‏ كيلومتر فوق مستوي سطح البحر‏، وهو نطاق مشحون بالإلكترونات مما يساعد علي رجع موجات الراديوية إلي الأرض‏.‏

‏(2)‏ ظاهرة أنوار مناطق البروج Zodiacal Lights وتظهر علي هيئة مخروط من النور الباهت الرقيق الذي يري في جهة الغرب بمجرد غروب الشمس‏، كما يري في جهة الشرق قبل طلوعها بقليل‏، وتفسر تلك الأنوار بانعكاس وتشتت ضوء الشمس غير المباشر علي بعض الأجرام الكونية التي تعترض سبيله في أثناء تحركها متباعدة عن الأرض أو مقتربة منها‏.‏

‏(3)‏ ظاهرة أضواء النجوم Stellar Lights وتصدر من النجوم في مواقعها المختلفة‏، ثم تتشتت في المسافات الفاصلة بينها حتي تصل إلي غلاف الأرض الغازي‏.‏

‏(4)‏ ظاهرة أضواء المجرات Galactic Lights وتصدر من نجوم مجرة من المجرات القريبة منا‏، والتي تتشتت أضواؤها في داخل المجرة الواحدة‏، ثم يعاد تشتتها في المسافات الفاصلة بين المجرات حتي تصل إلي الغلاف الغازي المحيط بالأرض‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وجعلنا الليل والنهار آيتين2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وجعلنا الليل والنهار آيتين1
» وجعلنا الليل والنهار آيتين3
» وجعلنا الليل والنهار آيتين4

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البلتاجى :: الاسلاميات :: الاسلاميات-
انتقل الى: