7) آيات قرآنية تشير إلي نشأة كل من الغلافين المائي والهوائي للأرض، وذلك بإخراج مكوناتهما من باطن الأرض، أو تصف الطبيعة الرجعية لغلافها الغازي، أو تؤكد حقيقة ظلام الفضاء الكوني الخارجي، أو علي تناقص الضغط الجوي مع الارتفاع عن سطح الأرض، أو علي تبادل الليل والنهار، وعلي رقة طبقة النهار حول نصف الأرض المواجه للشمس، أو علي أن ليل الأرض كان في بدء خلقها مضاء كنهارها، ثم محي ضوءه.
(
آيات تشير إلي رقة الغلاف الصخري للأرض، وإلي تسوية سطحه وتمهيده وشق الفجاج والسبل فيه، وإلي تناقص الأرض من أطرافها.
(9) آيات تؤكد إسكان ماء المطر في الأرض مما يشير إلي دورة المياه حول الأرض وفي داخل صخورها، أو تؤكد علاقة الحياة بالماء، أو تلمح إلي إمكانية تصنيف الكائنات الحية.
(10) آيات تؤكد أن عملية الخلق قد تمت علي مراحل متعاقبة عبر فترات زمنية طويلة.
(11) آيات قرآنية تصف نهاية كل من الأرض والسماوات وما فيهما (أي الكون كله) بعملية معاكسة لعملية الخلق الأول كما تصف إعادة خلقهما من جديد، أرضا غير الأرض الحالية وسماوات غير السماوات القائمة.
هذه الحقائق العلمية لم تكن معروفة للإنسان قبل هذا القرن، بل إن الكثير منها لم يتوصل الإنسان إليه إلا في العقود القليلة المتأخرة منه عبر جهود مضنية، وتحليل دقيق لكم هائل من الملاحظات والتجارب العلمية في مختلف جنبات الجزء المدرك من الكون.
وأن السبق القرآني في الإشارة إلي مثل هذه الحقائق بأسلوب يبلغ منتهي الدقة العلمية واللغوية في التعبير، والإحاطة والشمول في الدلالة ليؤكد جانبا مهما من جوانب الإعجاز في كتاب الله، وهو جانب الإعجاز العلمي، ومع تسليمنا بأن القرآن الكريم معجز في كل أمر من أموره، إلا أن الإعجاز العلمي يبقي من أنجح أساليب الدعوة إلي الله في عصر العلم والتقنية الذي نعيشه.
ومن هنا تتضح أهمية القرآن الكريم في هداية البشرية في زمن هي أحوج ما تكون إلي الهداية الربانية. كما تتضح أهمية دراسات الإعجاز العلمي في كتاب الله مهما تعددت تلك المجالات العلمية.
وذلك لأن ثبات صدق الإشارات القرآنية في القضايا الكونية من مثل إشاراته إلي عدد من حقائق علوم الأرض، وهي من الأمور المادية الملموسة التي يمكن للعلماء التجريبيين إثباتها لأدعي إلي التسليم بحقائق القرآن الأخرى خاصة ما يرد منها في مجال القضايا الغيبية والسلوكية (من مثل قضايا العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات) والتي تمثل ركائز الدين.
ولا سبيل للإنسان في الوصول إلي قواعد سليمة لها وإلي ضوابط صحيحة فيها إلا عن طريق بيان رباني خالص لا يداخله أدني قدر من التصور البشري.
من آيات الله في خلق الأرض وجعلها صالحة للعمران
الأرض هي أحد أفراد المجموعة الشمسية التي تتكون من تسعة كواكب، أساسية، يدور كل منها حول نفسه، ويجري في مدار محدد له حول الشمس، وهناك مدار للكويكبات بين كل من كوكبي المريخ والمشتري يعتقد أنها بقايا لكوكب عاشر قد انفجر، وهناك احتمال بوجود كوكب حادي عشر لم يتم كشفه أو رصده بعد، ولكن تم التوقع بوجوده بواسطة الحسابات الفلكية.
وكواكب المجموعة الشمسية المعروفة لنا هي من الداخل إلي الخارج علي النحو التالي:عطارد، الزهرة، الأرض، المريخ، الكويكبات، المشتري، زحل، يورانوس، نبتيون، بلوتو، بروسوبينا (أوبريينا).
وهناك بعد ذلك نطق المذنبات التي تدور حول الشمس في مدارات مغلقة أو مفتوحة علي مسافات بعيدة جدا وتعتبر جزءا من المجموعة الشمسية.
ويقدر متوسط المسافة بين الشمس وأقرب كواكبها (عطارد) بحوالي 58 مليون كيلو متر (بين 46 مليون، 69 مليون كيلو متر)، ويقدر متوسط المسافة بين الأرض والشمس بحوالي 150 مليون كيلو متر، ويبعد بلوتو عن الشمس بمسافة تقدر في المتوسط بحوالي 6000 مليون كيلو متر، ويقدر متوسط بعد الكوكب المقترح بروسوبينا بحوالي ضعف هذه المسافة (12 بليون كيلو متر)، ويبعد نطاق المذنبات عن الشمس عشرات أضعاف المسافة الأخيرة.
وعلي ذلك فالأرض هي ثالثة الكواكب بعدا عن الشمس، وهي تجري حول الشمس في فلك بيضاني (اهليلجي) قليل الاستطالة بسرعة تقدر بحوالي 30 كيلو متر في الثانية (29، 6 كيلو مترا في الثانية) لتتم دورتها هذه في سنة شمسية مقدارها365، 25 يوم تقريبا.
وتدور حول نفسها بسرعة مقدارها حوالي30 كيلو مترا في الدقيقة (27، 8 كيلو متر في الدقيقة) عند خط الاستواء فتتم دورتها هذه في يوم مقداره 24 ساعة تقريبا، يتقاسمه ليل ونهار، بتفاوت يزيد وينقص حسب الفصول، التي تنتج بسبب ميل محور دوران الأرض علي دائرة البروج بزاوية مقدارها ست وستون درجة ونصف تقريبا، ويعزي للسبب نفسه تتابع الدورات الزراعية، وهبوب الرياح، وهطول الأمطار، وفيضان الأنهار بإذن الله.
والأرض كوكب فريد في كل صفة من صفاته، مما أهله بجدارة أن يكون مهدا للحياة الأرضية بكل مواصفاتها، ولعل هذا التأهيل هو أحد مقاصد الآية القرآنية الكريمة التي يقول فيها الحق (تبارك وتعالي) وفي الأرض آيات للموقنين ولعل من أوضح هذه الآيات البينات ما يلي:
أولا: بعد الأرض عن الشمس
يقدر متوسط المسافة بين الأرض والشمس بحوالي مائة وخمسين مليونا من الكيلو مترات، وقد استخدمت هذه المسافة كوحدة فلكية للقياس في فسحة الكون، ولما كانت كمية الطاقة التي تصل من الشمس إلي كل كوكب في مجموعتها تتناسب تناسبا عكسيا مع بعد الكوكب عن الشمس.
وكذلك تتناسب سرعة جريه في مداره حولها، بينما يتناسب طول سنة الكوكب تناسبا طرديا مع بعده عنها (وسنة الكوكب هي المدة التي يستغرقها في إتمام دورة كاملة حول الشمس)، اتضحت لنا الحكمة البالغة من تحديد بعد الأرض عن الشمس.
فقد قدرت الطاقة التي تشعها الشمس من كل سنتيمتر مربع علي سطحها بحوالي عشرة أحصنه ميكانيكية، ولا يصل الأرض سوي جزء واحد من بليوني جزء من هذه الطاقة الهائلة، وهو القدر المناسب لنوعية الحياة الأرضية، ولتنشيط القوي الخارجية التي تعمل علي تسوية سطح الأرض، وتكوين التربة، وتحريك دورة المياه حول الأرض، وغير ذلك من الأنشطة الأرضية.
ولطاقة الشمس الإشعاعية صور عديدة أهمها:
الضوء الأبيض، والحرارة (الأشعة تحت الحمراء)، والأشعة السينية، والأشعة فوق البنفسجية، ونسب هذه المكونات للطاقة الشمسية ثابتة فيما بينها، وإن اختلفت كمية الإشعاع الساقط علي أجزاء الأرض المختلفة باختلاف كل من الزمان والمكان.