البلتاجى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البلتاجى

موقع النجم محمود البلتاجى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير الايه 90 من سورة النحل1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اهلاوى على طول
مشرف



عدد المساهمات : 157
تاريخ التسجيل : 08/04/2009

تفسير الايه 90 من سورة النحل1 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير الايه 90 من سورة النحل1   تفسير الايه 90 من سورة النحل1 Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 28, 2009 5:51 am

الآية 90 من سورة النحل

آية في القرآن قال عنها ابن مسعود رضي الله عنه: (إنها أجمع آية في القرآن)، وأمر عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بتلاوتها في الخطبة يوم الجمعة؛ وقال في حقها قتادة : (إنه ليس من خُلُقٍ حَسَن كان أهل الجاهلية يعملون به ويستحسنونه، إلا أمر الله به، وليس من خُلُقٍ سيء كانوا يتعايرونه بينهم إلا نهى الله عنه)، وبنى على أساسها سلطان العلماء العز بن عبد السلام كتاباً سماه (شجرة الأحوال والمعارف).

ووصف تلك الآية بأنها اشتملت على جميع الأحكام الشرعية في سائر الأبواب الفقهية، تلك الآية هي قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل:90) .

والمتأمل في هذه الآية الكريمة يجد أنها جمعت في ألفاظها ونظمها ما يتصل بالتكليف فرضاً ونفلاً، وما يتصل بالأخلاق والآداب عموماً وخصوصاً؛ وإذ هي كذلك، فكان من المهم أن نسلط الضوء عليها، وذلك بكشف معاني ألفاظها، والوقوف على فوائدها، وذكر شيء مما يتصل بها من أحاديث نبوية .

(الْعَدْلِ) في اللغة: الإنصاف، يقال: عدل الشيءَ عدلاً: أقامه وسوَّاه، وعادل بين الشيئين: وازن، وأصله التوسط بين الإفراط والتفريط؛ فمن جانب الإفراط والتفريط فقد عدل. وهو في الشرع: القضاء بالحق، وإعطاء كل ذي حق حقه .

و(الإِحْسَانِ): مصدر أحسن، يقال: أحسن الشيء: إذا أجاد صنعه وأتقنه؛ وأحسن إليه: إذا فعل ما هو حسن. ومن معانيه الشرعية: الصبر على أمر الله ونهيه، وطاعته في السر والعلن .

و(إِيتَاء): الإعطاء، يقال: آتى فلان فلاناً: أعطاه. وهو في الشرع: الصدقة .

و(ذِي الْقُرْبَى): الأقارب في النسب. وهم في الشرع: كل من كان ذا قرابة محتاج .

و(الْفَحْشَاء) لغة: الفُحش، يقال: فَحَشَ القول والفعل فُحشاً: اشتد قبحه. وفَحَشَ الأمر: جاوز حدَّه. والفاحشة: القبيح من قول أو فعل. وهي في الشرع: كل ذنب عظيم استفحشه الشرع، كالإشراك بالله، والقتل، والزنا، ونحو ذلك .

و(الْمُنكَرِ): اسم مفعول أنكر، وهو كل ما تحكم العقول الصحيحة بقبحه. وهو في الشرع: ما أنكره الشرع ونهى عنه، وتوعد فاعله العقاب .

و(الْبَغْيِ): مجاوزة الحدِّ والاعتداء، يقال: بغى فلان بغياً: إذا جاوز الحد، وتسلط وظلم، والباغي: الظالم المستعلي. وهو في الشرع: تجاوز حدود الشرع أمراً ونهياً .

و(الوعظ): الوصية والنصيحة بالخير، من يَعِظُ وعظاً وعِظَة: إذا نصحه وذكَّره بالعواقب، وأمره بالطاعة، ووصَّاه بها. وهو في الشرع: الترغيب بما رغَّب الشرع به، والترهيب مما رهَّب الشرع منه .

ثم إن المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما فيما يرويه الطبري ، أن (العدل) في هذه الآية: شهادة أن لا إله إلا الله؛ و(الإحسان): أداء الفرائض.

والمروي عن سفيان بن عُيينة أن (العدل) في الآية: استواء السريرة والعلانية في العمل لله؛ و(الإحسان): أن تكون سريرته أحسن من علانيته؛ و(الفحشاء والمنكر): أن تكون علانيته أحسن من سريرته .

وبحسب المعنى اللغوي والشرعي لهذين اللفظين، تكون عبادة الخالق دون المخلوق عين الإنصاف والقسط. فمن أدى فرائض الله على الوجه الأكمل فقد أحسن؛ ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي حلف لا يزيد على الواجبات: (أفلح إن صدق)، متفق عليه، أي: إذا أتى بما فُرض عليه على الوجه الأكمل، يكون قد أدى ما عليه .

ومن اللطائف والفوائد التي تذكر حول هذه الآية نشير إلى ما يلي:
أولاً: أن الآية على علاقة وثيقة بالآية التي قبلها والآية التي بعدها؛ أما الآية التي قبلها فهي قوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ} (النحل:89)، فذكرت هذه الآية على وجه الإجمال أن القرآن بيَّن أحكام الشريعة كلها، ثم جاءت الآية التالية لتفصِّل ما أجمل في تلك الآية.

وذلك من خلال تبيان أصول التشريع للدين الإسلامي العائدة إلى الأمر والنهي؛ إذ الشريعة - كما يقول ابن عاشور - أمر ونهي كلها، والتقوى منحصرة في الامتثال والاجتناب، فجاءت الآية استئنافاً لبيان كون الكتاب تبياناً لكل شيء، فهي جامعة أصول التشريع .

وأما الآية التي بعدها فقوله سبحانه: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ} (النحل:91)، فهذه الآية تفصيل وتفريع على الآية التي معنا، وإن شئت قل: إن قوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ}، مقدمة وتمهيد لقوله تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ}، وبذلك ارتبطت الآيات بعضها ببعض بأوثق رباط .

ثانياً: أن الآية الكريمة أمرت بقضيتين كليتين، وقضية جزئية؛ بالمقابل نهت عن قضيتين كليتين، وقضية جزئية؛ وذلك أنها أمرت {بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ}، وهما قضيتان كليتان، يشملان كل شيء، ويدخل فيهما كل خير، فما من عمل قلبي أو حسي، إلا ويدخله العدل والإحسان.

وما من قول يقوله الإنسان، إلا ويدخله العدل والإحسان، وهما مأمور بهما في كل المجالات، ومطلوبان في كل الحالات، وينبغي مراعاتهما على كل الأحوال .

أما قوله سبحانه: {وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى}، فهو قضية جزئية، بدليل أن (وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى) داخل في العدل والإحسان؛ إذ التصدق على الأقارب ومواساتهم من العدل والإحسان الذي أمر الله به .

وأيضاً، فإن النهي عن {الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} نهي عن قضيتين كليتين؛ إذ هما تجمعان الشرور والمفاسد كلها، ما ظهر منها وما بطن، اعتقاداً وعبادة وسلوكاً، سواء على مستوى الفرد أم على مستوى الجماعة .

أما النهي عن (الْبَغْيِ)، فهو قضية جزئية؛ إذ هو داخل في الفحشاء والمنكر، ومصنف تحت لوائهما .

فعجب أبو جعفر من إصابة الفتى، وعزل الوالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير الايه 90 من سورة النحل1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير الايه 214 من سورة البقرة
» تفسير الايه 3 من سورة الطلاق
» تفسير الايه 42 من سورة البقرة
» تفسير الايه 25 من سورة الحديد1
» تفسير الايه 25 من سورة الحديد2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البلتاجى :: الاسلاميات :: الاسلاميات-
انتقل الى: